وكالة أنباء الحوزة - ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقتطفات من كلام الإمام الخامنئي حول السيّدة زينب (ع)، حيث يشير سماحته إلى كونها سلام الله عليها أنموذجاً إسلاميّاً للتربية في المجتمع الإسلاميّ ويتحدّث عن الاختيارات التي صنعت شخصيّتها ويعرض الخطوات التي بادرت إليها من أجل صون الرّوح العامّة للإسلام.
ما رأيت إلّا جميلاً
إنّ إجراء مقارنة مختصرة بين زينب الكبرى (ع) وبين زوجة فرعون يمكن أن يُبيّن لنا عظمة مقام السيدة زينب الكبرى (ع). عُرّفت زوجة فرعون في القرآن الكريم بوصفها أنموذج الإيمان للرجال والنساء على مرّ التاريخ وإلى آخر الدنيا. رأت زينب الكبرى (ع) بعينيها في يوم عاشوراء أَحبّتَها كلّهم يسيرون إلى المذبح ويستشهدون: رأت الحسين بن علي (ع) - سيد الشهداء – ورأت العباس (ع) ورأت علياً الأكبر ورأت القاسم ورأت أبناءها، ورأت باقي الإخوة. وبعد استشهادهم شهدت كل تلك المحن: هجوم الأعداء وهتك الحرمات، ومسؤولية رعاية الأطفال والنساء. هل تُمكن مقارنة العظمة لهذه المصائب بالمصائب الجسمانية؟ لكن مقابل كل هذه المصائب لم تقل السيدة زينب (ع) لله تعالى: «ربّ نجّني»، بل قالت يوم عاشوراء: «اللهم تقبل منا». رأت الجسد المقطّع لأخيها أمامها فتوجّهت بقلبها إلى رب العالمين وقالت: «اللهم تقبل منا هذا القربان». وحينما تُسأل كيف رأيتِ؟ تقول: «ما رأيت إلّا جميلاً». كل هذه المصائب جميلة في عين زينب الكبری (ع) لأنها من عند الله ولله وفي سبيله وفي سبيل إعلاء كلمته. لاحظوا كم أن هذا المقام، المقام لهذا الصبر وهذا العشق للحق والحقيقة، فيه فرق مع ذلك المقام الذي يذكره القرآن الكريم للسيدة آسيا (ع)! هذا دليل على عظمة مقام السيدة زينب (ع).
08/02/2010
أنموذج إسلامي للتربية
إذا استطاع المجتمع الإسلامي تربية المرأة وفقاً للأنموذج الإسلامي، أي الأنموذج الزهرائي والأنموذج الزينبي، أنموذج النساء العظيمات، النساء العظيمات القادرات على التأثير في العالم والتاريخ، فحينذاك تبلغ المرأة مقامها الشامخ والحقيقي. وإذا تمكّنت المرأة في المجتمع من الحصول على العلم والمعرفة والكمالات المعنوية والأخلاقية التي خصصها الله المتعالي والشريعة الإلهية على نحو متساوٍ للناس جميعاً رجالاً ونساء، فستكون تربية الأطفال عند ذاك أفضل، وكانون العائلة أكثر دفئاً ونقاءً، وسيتقدّم المجتمع أكثر، وعُقد الحياة تصير أسهل حلّاً، بمعنى أنّ الرجل والمرأة سيذوقان طعم السعادة.
22/10/1997
اختيارات زينب الكبرى (ع)
إنّ عظمة زينب الكبرى (ع) ورفعتها تعودان إلى موقفها الإنساني والإسلامي وحركتها المستندة إلى التكليف الإلهي. عملها وعزمها ونوع حركتها قد وَهَبَتها تلك العظمة. فكلّ مَن تفعل هذه الأعمال حتى لو لم تكن بنت أمير المؤمنين (ع) سوف تنال تلك العظمة. ينبثق جزء كبير من هذه العظمة من أنها أولاً أدركت الموقف قبل تَحرّك الإمام الحسين (ع) نحو كربلاء، وأثناء اللحظات الحرجة يوم عاشوراء، وفي مرحلة الحوادث المميتة بعد استشهاد الإمام الحسين (ع)، وثانياً أنها اختارت وفقاً لكلّ موقف. هذه الاختيارات هي التي صنعت زينب (ع).
13/11/1991
صون الروح العامّة الإسلام
لم يقتصر سعي السيدة زينب (ع) على صَون إمام عليل في كربلاء ورعايته، بل قامت على رعاية الروح العامة للإسلام والمجتمع الإسلامي يومذاك. فهناك كانت رعايتها العظيمة. لقد وقفت السيدة زينب (ع) وحدها في وجه عالَم من السوء والظلم والإجحاف والوحشية والقسوة. وبوقوفها، استطاعت صَون الروح العامّة الإسلام ورعايتها. ومثلما نقول إنّ الإمام الحسين (ع) هو الذي صان الإسلام، في وسْعنا أيضاً الادّعاء بدقّة أنّ السيدة زينب (ع) قد صانت الإسلام بصمودها، وهذا الصمود هو رمز وسرّ وعامل أساسي.
25/07/2001